وفى يوم من الأيام غادرت مكانى
وحولت مسارى وسكنت بجانب جارى
جارى شيخ كبير تراه من بعيد يودع الدنيا وما هو عليه بحريص
وكانت نظرتى له كأى رجل فى مثل سنه يعانى ما يعانى
من شييخوخته وكنت اسمع عنه ما يثير استغرابى
وذات صباح ذهبت لأصلى الفجر وكنت متأخرا
سمعت فى الركعة الثانية الإمام يقرأ بشكل
جديد كأنه يكلمك ويعرض عليك الحوار
فلما سلم بدأ فى إلقاء خاطرة تتحدث عن الأيات
ولما انتهيت من صلاتى نظرت للمتحدث فإذا هو جارى الشيخ الكبير
يتحدث فى خاطرته عن معنى جميل عن الأيات التى قرأها وهى
بسم الله الرحمن الرحيم " (وقال الشيطان لماقضي الأمر إن الله
وعدكم وعد الحق
ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم
من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم
لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم
وماأنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون
( من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم
هذه الآية تسمى خطبة إبليس
ذكر الحسن كما في القرطبي: أن إبليس يقف يوم القيامة خطيباً في جهنم
على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً. وقيل أنه يخطب خطبته هذه
بعدما يسمع أهل النار يلومونه ويقرعونه على
أن أغواهم حتى دخلوا النار. فيقول لهم: إن الله وعدكم وعد الحق
أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى
لكم وعده، ووعدتكم فأخلفتكم أي وعدتكم ألا بعث ولاثواب
ولاعقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد، وماكان لي عليكم من سلطان
أي لم يكن لي قدرة وتسلط عليكم إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي
أي بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لي باختياركم، فلاتلوموني ولوموا أنفسكم
أي لاترجعوا باللوم علي اليوم ولكن لوموا أنفسكم
فالذنب ذنبكم ، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي
أي ماأنا بمغيثكم ولاأنتم بمغيثي من عذاب الله، إني كفرت بماأشركتمون
من قبل أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة، إن الظالمين
لهم عذاب أليم أي أن المشركين لهم عذاب مؤلم. هكذا
يكشف إبليس عن عداوته لإبن آدم ويعترف بخذلانه له ليزيده
حسرة وندماً
ثم انهى الرجل بدعاء يستغيث بالله فيه ويبكى
وكأن هذا الرجل ممن ينطبق عليهم هذا
مـــــــــــــــــــــع اللَّــــــــــــــــــــــــه
مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ.....مع الله في الدمع لما انهمَرْ
مع الله في التَّوب رغم الهوى... مع الله في الذّنْب لما استتَرْ
مع الله في الروحِ فوق السما..... مع الله في الجسم لما عثَرْ
يُنادي يناجي: أيا خالقي...... عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟
مع الله في نسمات الصباحِ..... وعند المسا في ظلال القمرْ
مع الله في يقظةٍ في البكور.... مع الله في النوم بعد السهرْ
مع الله فجراً.. مع الله ظهراً... مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ
مع الله سرّاً.. مع الله جهراً..... وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ
مع الله عند رجوع الغريبِ..... ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ
مع الله في عَبْرةِ النادمين..... مع الله في العَبَرات الأُخَرْ
تبوح وتُخبر عن سرِّها....... وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ
مع الله في جاريات الرياحِ...... تثير السحاب فيَهمي المطرْ
فتصحو الحياةُ. ويربو النباتُ.وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ
مع الله في الجُرح لما انمحى.... مع الله في العظم لما انجبرْ
مع الله في الكرب لما انجلى..... مع الله في الهمِّ لما اندثرْ
مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ..... وتسليمهِ بالقضا والقدرْ
مع الله في عَزَمات الجهادِ.... تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ
مع الله عند الْتحام الصفوفِ.... وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ
مع الله حين يثور الضميرُ وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ
وعند الركوعِ.وعند الخشوعِ.. وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ
مع الله قبل انبثاق الحياة.... وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ
مع الله حين نجوز الصراطَ..... نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ
مع الله في سدرة المنتهى..... مع الله حين يَطيبُ النظرْ
نرجوا التعليق بمواقف لنستفيد منها
أو تجارب شخصية
هناك ٢٥ تعليقًا:
جزاكم الله خيرا على هذا البوست الجميل .فلقد ذكرنى بجارة لنا عندما كنا فى منزلنا القديم كانت هذه الجارة تفتعل المشاكل مع جيرانها ولكننا كنا نصبر عليها ونعاملها معاملة اللاسلام.وبعد أن تركنا منزلنا القديم وذهبنا لمسكن آخر مازلت هذه الجارة تتصل بنا تليفونيا لتطمئن علينا ونحن كذلك.
شمس الغد
كنت أصلي عند الشيخ بن عثيمين رحمه الله في مسجده على فترات وكنت أصلي معه وأحضر دروسه عندما أذهب كان يلفت انتباهي شيخ عجوز طويل يصلي ثم ينصرف وكنت أرى بعض الناس يذهبون فيستفتونه في المسائل وكان لا أحد يعرفه ولا يعرف اسمه ولكن بعض هؤلاء يعرفونه وكان يطيل صلاة التطوع ورآه بعض إخواني يصلي ويبكي وحده وكنت أرى له حالا فسألت عنه فقالوا هو من أقران الشيخ رحمه الله في العلم ولكنه لا يعرفه أحد وهو زاهد رحمه الله ميتا أو أطال بقاءه إن كان حيا واستعمله في طاعته ولازلت أذكره وأستغرب حاله
فعلا ...
جزاكم ربي كل الخير على التذكرة الجميلة
من لنا غير الله ...
اللهم أحسن ختامنا وأحسن إلينا بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك
يارب
دمت بخير
نعم الجار جارك
اخي ابن عمر
ربنا يبارك فيك
فعلا والله نعم الجار
ربنا يبارك فيه ويجزيه الجنه
اما خير جار لي انا واخوك اليعقوبي هو طبعا بعيد عننا شويه يعني 25 دقيقه مشي تقريبا هو الدكتور راغب السرجاني
وبعد اما عزل الواحد فعلا مفتقده افتقاد شديد جدا وانا مش هتكلم عن فضائله واخلاقه بس اشهد الله اني احبه في الله حبا شديد
وجزاكم الله خير
مش عارف اقول ايه والله
ربنا يكرمك جارك يا رب
لكن
ندعو
اللهم انا نسالك شيبة في الاسلام
وشد حيلك يا كبير
فى طاعه الله لكل لكل عابد حال
كل عام و انتم الى الله اقرب و على طاعه ادوم
تحياتى ابو مفراح
سبحانك ربنا
ماشاء الله ربنا يبارك في عمر هدا الشيخ
ونعم الجار والله
اللهم بارك لك وجعل عمرك كله طاعه وعباده لله اللهم امين
أخونا الكريم ابو عمر
ربنا يجزيك خير على الموضوع الجميل
و لا سيما الأبيات الخاتمة
فأنا أعشق هذه الأبيات
و أجعلها رنة موبايلى كمان
جزاكم الله خيرا
و نفع الله بك
د.حمـــــاس
جزاك الله خيراً أخي الكريم
والله نعم الجار لخير جار
وشكراً لجارك على هذه التذكرة الطيبة
وشكراً لك على هذا البوست الرائع
وكل عام وانت بخير
حياك الله
كان لنا جار كان دائما فى وقت صلاة الفجر كان يلف على بيوت شارعنا ويقرع الاجراس ليوقظهم لصلاة الفجر
وكان دائم على هذا .. حتى توفاه الله .. رحمه الله رحمه واسعة واسكنه فسيح جناته
جزاك الله خير
للاسفمش حاضر فى ذهنى موقف محدد بس انا دفعنى الفضول انى ادخل اثنى على الموضوع وكمان استفيد من مواقف الاخوة المدونين
حقيقى جزاك الله خير
وفى فكره نفذناها الحمد لله انا واصدقاء الدراسه ان كل واحد فينا يصحى كل اللى يعرفه بالموبايل الفجر
الولاد يصحوا بعض والبنات كذلك
والحمد لله مستمرين فيه للعام 4 على التوالى
بقول لكل الى نورنى
جزاكم الله خيرا
ايه يا ابن عمر
فين تعليقاتك الجميلة عندنا
شمس الغد
هذه هى أخلاقنا الاسلامية
عصفور المدينة
ان الله يحب الأتقياء الأخفياء الذين ان غابوا لم يفتقدوا وان حضروا لم يعرفوا اللهم اجعلنا منهم
صاحب المضيفة
جزاك الله خيرا .
ربنا يستجيب دعائك
الفاتح الجعفرى
جزاك الله خيرا
هو فى حد مايعرفش دكتور راغب السرجانى
دكتور حر
ربى نسألك شيبة فى الاسلام
دمت بخير
أبو مفراح
ربنا يبارك فيك يارب
عاشقة الفردوس
جزاك الله خيرا على هذا الدعاء الجميل
د.حماس
فعلا أبيات رائعة فأنا أعشقهاأيضا
أمير القلوب
انى أحبك فى الله
بنت أبيها
ليتك تتذكريه فى دعائك
لماضة
ربنا يثبتكوا يارب
وفكرة جميلة فكرة الموبايل
إرسال تعليق