الثلاثاء، ٢٢ يناير ٢٠٠٨

رسالة

رسالة إلى العلماء








قبل كل شيء لا تقولوا من يكون فلان
أولا أنتم أعلم بحديث أبي هريرة وإبليس في البخاري
قطعا لست أسوأ من إبليس
أقر النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله إبليس لأنه حق
الحكم إذاً يكون على كلامي وليس على شخصي
ثانيا لن يكون عالما من تكبّر ولم يسمع النصيحة
بناء على أنكم علماء
لا يخفاكم النصوص في فضل العلماء
ولا يخفاكم النصوص في مسؤولية العلماء
ولا يخفاكم النصوص في وصف المقصرين من العلماء
ولا يخفاكم النصوص في وصف الخائنين من العلماء
ولا يخفاكم خطورة دور العلماء في المجتمع والأمة
ولا يخفاكم تاريخ العلماء وماذا سجل لكل منهم من أداء
ولا يخفاكم أقوال العلماء في العلماء
كيف تقوّمون أنفسكم
بالأموال التي تغدق عليكم من الحاكم؟
أو التسهيلات التي توفر لكم من قبل الحاكم ؟
أو الجو العام الذي أصبح فيه الحاكم مثل الإله والرب ؟
أو الإرث والتزوير للدين الذي ورثتموه دون نظر؟
أو التقدير المصطنع في المجتمع بسبب مواقعكم ؟
أو شعارات وأقوال زعمتم أنها السنة والسلفية؟
أو إسكات الحاكم للخصوم الذي تتعيّشون عليه؟
ماذا يقول فيكم الكتاب والسنة
هل يقول فيكم
فضل القمر على سائر الكواكب
استغفار كل شيء حتى الحيتان في البحر
أو يقول
يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
كمثل الحمار يحمل أسفارا
كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث
كيف تعلم من أي صنف أنت؟
العلم الصحيح نقلا (الكتاب والسنة) وفهما (فهم الصحابة)
العمل به على المستوى الشخصي والمسؤولية العامة
وتحمل المسؤولية في التحقق من تطبيق الأوامر الشرعية
والسعي الحقيقي في رفع الظلم وإزالة الفساد المعلن
والتعاون مع كل ساع لرفع الظلم وإزالة الفساد
والبراءة من الظالم أو المجاهر بالفساد أوالمقترف للكفر
ثم الصبر على ما يصيبك من أذى في سبيل ذلك
لنرى ما هو سجلكم
1
السكوت عن الظلم المتفشي والفساد المعلن الصريح الذي تتبناه الدولة
2
تبرير هذه الأعمال والبحث عن معاذير بطريقة لم تخطر حتى في ذهن الحاكم ومستشاريه
3
تزكية الظالم الذي ينشر الفساد ويقترف الظلم البواح والمبالغة في الثناء عليه وتمجيده
4
منع الناس من السعي لرفع الظلم وأزالة الفساد والظلم وعدم التردد من تجريم من سعى لأجل ذلك
والله تكذبون إن زعمتم أنكم لا تعلمون
أن الحاكم يحكم بغير ما أنزل الله ويستخف بالشريعة
أن الحاكم يوالي الكفار ويظاهرهم على المسلمين
أن الحاكم يستحل الربا ويفرضه كأساس للاقتصاد
أن الحاكم عطل الحد الأدنى من الجهاد وهو جهاد الدفع
أن الحاكم نشر الفساد الأخلاقي بسلطة الدولة وإعلامها
أن الحاكم سبب في تفشي الظلم وضياع الحقوق
أن الحاكم يحارب المصلحين ويدعم ويمكن المفسدين
وكذلك تكذبون إن زعمتم أنكم لا تعلمون
عما يحل بالبلد من الفقر والبطالة والجريمة
عن انتشار الفساد الأخلاقي والانهيار الاجتماعي
عن الحرب على المصلحين وتضييق على الدعاة الصادقين
عن فوضى القضاء وصعوبة التظلم واستعادة الحقوق
عن انتشار الرشوة والفساد المالي والإداري والمحسوبية
عن نهب المال العام الخاص من قبل المتنفذين
عن استهتار العائلة الحاكمة وبطرها واستخفافها بالناس
وتكذبون إن زعمتم أنكم سلفيون


ان الدين عندكم يدور مع الحاكم أينما دار؟
أنكم تنتقون من النصوص ما يناسب الدوران مع الحاكم؟
أنكم تفسرون النصوص تفسيرا يناسب الحاكم؟
أنكم تصنفون الناس بحسب الحاكم وليس الشرع؟
أنكم شركاء للحاكم في الظلم والفساد
أنكم أداة بيد الحاكم للدفاع عن ظلمه وفساده
أنكم أداة بيد الحاكم لقمع المصلحين والدعاة؟
هل تعلمون إذاً؟
أنكم تحاربون الإسلام باسم الإسلام والشرع؟
أنكم أصبحتم سببا لتشويه صورة العالِم في الإسلام؟
أنكم أصبحتم سببا لتشويه صورة الدين نفسه؟
انكم تجاوزتم الكتمان إلى التزوير والتحريف؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية اللعن؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية التشبيه بالحمير؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية التشبيه بالكلاب؟
ماذا عليكم أن تفعلوا؟
تبرأوا من الظالم وتنكروا الفساد الذي تديره الدولة وتفضحوا الظلم
تنكروا نهب المال العام وتبينوا سبب الفقر والبطالة والجريمة وتقفوا في وجه استهتار العائلة الحاكمة
تسعوا لإزالة الظلم وإصلاح القضاء وإزالة الفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية
تدعموا المصلحين الذين تبين لكم أنهم مجتهدون في الإصلاح بكل ما أوتيتم من قوة ونفوذ
إن لم تقدروا على ذلك
على الأقل تنحو جانبا واعتزلوا
لا تزكوا الظالم
لا تبرروا جرائمه
لا تجرموا المصلحين المجتهدين

الثلاثاء، ٨ يناير ٢٠٠٨

جارى العزيز







وفى يوم من الأيام غادرت مكانى

وحولت مسارى وسكنت بجانب جارى



جارى شيخ كبير تراه من بعيد يودع الدنيا وما هو عليه بحريص



وكانت نظرتى له كأى رجل فى مثل سنه يعانى ما يعانى



من شييخوخته وكنت اسمع عنه ما يثير استغرابى



وذات صباح ذهبت لأصلى الفجر وكنت متأخرا



سمعت فى الركعة الثانية الإمام يقرأ بشكل



جديد كأنه يكلمك ويعرض عليك الحوار



فلما سلم بدأ فى إلقاء خاطرة تتحدث عن الأيات



ولما انتهيت من صلاتى نظرت للمتحدث فإذا هو جارى الشيخ الكبير



يتحدث فى خاطرته عن معنى جميل عن الأيات التى قرأها وهى




بسم الله الرحمن الرحيم " (وقال الشيطان لماقضي الأمر إن الله

وعدكم وعد الحق



ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم

من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم



لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم



وماأنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون

( من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم






هذه الآية تسمى خطبة إبليس



ذكر الحسن كما في القرطبي: أن إبليس يقف يوم القيامة خطيباً في جهنم



على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً. وقيل أنه يخطب خطبته هذه



بعدما يسمع أهل النار يلومونه ويقرعونه على



أن أغواهم حتى دخلوا النار. فيقول لهم: إن الله وعدكم وعد الحق



أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى



لكم وعده، ووعدتكم فأخلفتكم أي وعدتكم ألا بعث ولاثواب



ولاعقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد، وماكان لي عليكم من سلطان



أي لم يكن لي قدرة وتسلط عليكم إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي



أي بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لي باختياركم، فلاتلوموني ولوموا أنفسكم



أي لاترجعوا باللوم علي اليوم ولكن لوموا أنفسكم



فالذنب ذنبكم ، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي



أي ماأنا بمغيثكم ولاأنتم بمغيثي من عذاب الله، إني كفرت بماأشركتمون



من قبل أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة، إن الظالمين



لهم عذاب أليم أي أن المشركين لهم عذاب مؤلم. هكذا



يكشف إبليس عن عداوته لإبن آدم ويعترف بخذلانه له ليزيده

حسرة وندماً


ثم انهى الرجل بدعاء يستغيث بالله فيه ويبكى



وكأن هذا الرجل ممن ينطبق عليهم هذا






مـــــــــــــــــــــع اللَّــــــــــــــــــــــــه



مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ.....مع الله في الدمع لما انهمَرْ



مع الله في التَّوب رغم الهوى... مع الله في الذّنْب لما استتَرْ



مع الله في الروحِ فوق السما..... مع الله في الجسم لما عثَرْ



يُنادي يناجي: أيا خالقي...... عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟



مع الله في نسمات الصباحِ..... وعند المسا في ظلال القمرْ



مع الله في يقظةٍ في البكور.... مع الله في النوم بعد السهرْ



مع الله فجراً.. مع الله ظهراً... مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ



مع الله سرّاً.. مع الله جهراً..... وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ



مع الله عند رجوع الغريبِ..... ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ



مع الله في عَبْرةِ النادمين..... مع الله في العَبَرات الأُخَرْ



تبوح وتُخبر عن سرِّها....... وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ



مع الله في جاريات الرياحِ...... تثير السحاب فيَهمي المطرْ



فتصحو الحياةُ. ويربو النباتُ.وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ



مع الله في الجُرح لما انمحى.... مع الله في العظم لما انجبرْ



مع الله في الكرب لما انجلى..... مع الله في الهمِّ لما اندثرْ



مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ..... وتسليمهِ بالقضا والقدرْ



مع الله في عَزَمات الجهادِ.... تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ



مع الله عند الْتحام الصفوفِ.... وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ



مع الله حين يثور الضميرُ وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ



وعند الركوعِ.وعند الخشوعِ.. وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ



مع الله قبل انبثاق الحياة.... وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ



مع الله حين نجوز الصراطَ..... نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ



مع الله في سدرة المنتهى..... مع الله حين يَطيبُ النظرْ


نرجوا التعليق بمواقف لنستفيد منها

أو تجارب شخصية